قالو هذا عارض ممطرنا

هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا

عبدالله خليفة الكعبي
30/7/2021

يتساءل الكثيرون منا عما يجري في العالم اليوم، فوباء الكورونا له كل يوم تحور جديد، والأمطار الغزيرة والفيضانات تجوب الأرجاء، ودرجات الحرارة في ارتفاع مستمر، وزلازل مدمرة وبراكين على وشك أن تثور!!
فالصين تشهد أمطارا لم ترَ مثلها منذ ألف عام، وأنهار ألمانيا وما جاورها من الدول الأوروبية تفيض على غير العادة ملحقة الضرر الشديد بالبنية التحتية التي توصف بالأفضل في العالم، وأمطار شهر تهطل على لندن في يوم واحد، وكندا التي تقع على مرمى حجر من القطب الشمالي تسجل درجة حرارة تبلغ الخمسين!!
للأسف الشديد أننا مازلنا نعزُو كل هذه المتغيرات وهذه الغرائب إلى الاحتباس الحراري والتقلبات المناخية وغيرها من التفسيرات التي تعودنا على سماعها، من دون أن يتطرق أحد إلى مخاطر ذلك التحول المتسارع الذي قد تصعب السيطرة عليه إن استمر على هذه الوتيرة أو زاد من سرعته.
لقد أخبرنا القرآن الكريم عن قصص كثيرة مماثلة استخفّ فيها أقوام ذلك الزمان بشكل يشبه كثيرا استخفافنا بظواهر هذا الزمان، فلحق بهم ما لحق من عذاب ودمار.
“فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُّسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُّمْطِرُنَا”، هكذا تعامل قوم عاد مع طلائع العذاب والدمار التي لاحت في افقهم، وهم بذلك لم يختلفوا عن غيرهم من الأقوام الذين بالرغم من وضوح الصورة إلا إنهم تعاملوا معها باستكبار لا يخلو من الغباء حينما فاضلوا بين البقاء وبين التمسك بطريق الهلاك.
لا شك في أننا نعي جيدا أن عالمنا اليوم قد خطا خطوات كبيرة على طريق الفساد والإفساد، ولم يكتفِ بجرائمه القائمة على المحرمات من ربا وزنا ومخدرات ومسكرات ودعارة وقتل وإبادة والتي تستوجب كل واحدة منها عقوبة لا تقل عن عقوبة عاد وثمود، وإنما تعداها إلى التعدي على خالق الكون وتحديه بشكل سافر عندما استحلوا الشذوذ وقننوه وفرضوه بالقوة وسنوا القوانين لمعاقبة من يخالفه أو يستنكره أو ربما من لا يعمل به.
لقد أصبح رفع أعلام الشواذ وفرض شعارهم على العالم يستند إلى القانون الدولي وأن جنس (X) أصبح قانونيا ويقف جنبا إلى جنب مع جنس الذكر والأنثى.
لم يعد من الممكن الاكتفاء بالتفرج على المشهد كما يعتقد بعضٌ أن ساحته هي ساحة الشواذ التي تنتشر في الدول غير الإسلامية. وإنما وجب الولوج فيه بعد أن بات على جميع الحكومات تشريع أبوابها وقوانينها لاستقبال هذا التغيير. ففي مشهد متكرر أصبح من المعتاد أن تكون ألوان الشواذ على أكتاف رؤساء الفرق التي تلعب في الدوريات الكبرى الأوروبية وفي البطولات القارية في جميع الألعاب دعما لهذه القضية والترويج لها. ثم إن برامج فضائياتنا العربية حينما تناقش موضوع الشواذ، يكتفي المحافظ من الأشخاص المشاركين في البرنامج بالقول إنه يحترم تلك التوجهات وإن كان لا يحبذها.
يخبرنا القرآن الكريم أن أبا الأنبياء إبراهيم قد حاول كثيرا إثناء رسل الله الذين مروا به عن تدمير قرى قوم لوط أو تأجيل الموعد على أقل تقدير، ولكنهم أجابوه “يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ”، وذلك بعد أن استنفدوا كل فرص رد العذاب والدمار التي تعنتوا في رفضها.
فهل نعي الدروس ونلتفت إلى هذه النذر ونفسرها التفسير الصحيح قبل فوات الأوان؟

نُشر بواسطة s0505230750

مهتم بالعقار والشقق المفروشة

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: